استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا
استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا
أصبحت التربية تهتم بالكيفية التي تمكن الطلاب من تحقيق تعلم أفضل أكثر من اهتمامها بكمية المعارف والمعلومات التي يتلقونها. ونتج عن هذا التوجه جعل المتعلم محور العملية التعليمية ومشاركًا إيجابيًا في عملية التعلم، ساعيًا لتحقيق أهدافه وطموحاته، وهذا الأمر جعل التربويين يبحثون عن ضرورة تبني طرق وأساليب تدريسية حديثة تساعد التلاميذ على اكتساب مهارات التعلم الفعال.
وهناك العديد من الحلول التي يمكن أن تساهم في تحسين جودة التعلم تتضمن تشجيع وتدريب المتعلمين ليكونوا أكثر فاعلية، و مساعدتهم على إتقان استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا والتي تمتاز بأنها تركز على المتعلم ذاته لا على المحيطين به. وبناء على ذلك فهو لا يحسن تحصيل المتعلم فقط، بل يساعده في تقييم تقدمه، وتوجيهه للقيام بالتغيرات اللازمة لتحقيق أهدافه، حيث يعد التعلم المنظم ذاتيا أحد الاستراتيجيات الحديثة والمهمة. ويعرفه حسين (2009م) بأنه مجموعة من الاستراتيجيات التعليمية التي تساعد المتعلم على تكوين واكتساب مجموعة من المفاهيم، ينتج عنها تفاعل المتعلم مع ما حوله من أشياء وموضوعات، وما لديه من خبرات سابقة للوصول إلى فهم لموضوعات التعلم الجديدة.
وهناك العديد من الحلول التي يمكن أن تساهم في تحسين جودة التعلم تتضمن تشجيع وتدريب المتعلمين ليكونوا أكثر فاعلية، و مساعدتهم على إتقان استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا والتي تمتاز بأنها تركز على المتعلم ذاته لا على المحيطين به. وبناء على ذلك فهو لا يحسن تحصيل المتعلم فقط، بل يساعده في تقييم تقدمه، وتوجيهه للقيام بالتغيرات اللازمة لتحقيق أهدافه، حيث يعد التعلم المنظم ذاتيا أحد الاستراتيجيات الحديثة والمهمة. ويعرفه حسين (2009م) بأنه مجموعة من الاستراتيجيات التعليمية التي تساعد المتعلم على تكوين واكتساب مجموعة من المفاهيم، ينتج عنها تفاعل المتعلم مع ما حوله من أشياء وموضوعات، وما لديه من خبرات سابقة للوصول إلى فهم لموضوعات التعلم الجديدة.
خصائص التعلم المنظم ذاتيا :
يمتاز سلوك المتعلمين المنظمين ذاتياً بكونه هادفاً وعلى درجة عالية من المثابرة. فهم يخططون ويضعون الأهداف ويقيمون الأداء ذاتياً في مراحل التعلم المتعددة، ويستطيعون إدارة تعلمهم بكفاءة وفعالية ذاتية عالية، ويمتلكون دافعية داخلية، ويعملون على إعداد بيئة تعليمية تحفز التعلم الى أقصى درجة ممكنة، ومن أهم الخصائص التي يتميزون بها كذلك أنهم:
- يتقنون الاستراتيجيات المعرفية وكيفية استخدامها (التسميع، استخدام التفاصيل، التنظيم).
- يخططون ويتحكّمون ويوجهون عملياتهم العقلية نحو التحصيل وتحقيق أهدافهم الشخصية (ما وراء المعرفة).
- يظهرون مجموعة من المعتقدات الخاصة بالدافعية والانفعالات التكيفية، كالإحساس بفعالية الذات، وتبني الأهداف التعليمية، وتنمية الأحاسيس الإيجابية نحو المهمة (المتعة، الرضا، الحماس)، وكذلك القدرة على التحكم فيها وتعديلها طبقاً لمتطلبات المهمة والموقف التعليمي. (الحسينان، 2010م، ص17).
مكونات التعلم المنظم ذاتيا :
يشير مشري (2014م، ص185) إلى أن مكونات التعلم المنظم ذاتيا تعتبر كمحددات عامة لقدرة الفرد على التنظيم الذاتي لتعلمه، وضعف مستوى الفرد في أي منها يؤدي إلى ضعف في مستوى التعلم المنظم ذاتيا. ولقد قدم Zimmerman ثلاث مكونات للتعلم المنظم ذاتيا، يمارسها الطلاب الفاعلون في أثناء عمليات التعلم الخاصة بهم، فيكونون أكثر وعيا بالعلاقات الوظيفية بين أنماط أفكارهم وأفعالهم والمخرجات البيئية الاجتماعية، وهذه المكونات هي:
المعرفة: للمعرفة دور كبير في عملية التعلم المنظم ذاتيا، حيث أن الاستجابات التي تصدر من الفرد تكون ناتجة بدرجة كبيرة عن ما لديه من معرفة داخلية سابقة فيما يتعلمه الفرد، وبهذا يؤثر على مدى مقدرته على التعلم، حيث يشير الحسينان (2010م، ص47) إلى أن معرفة المتعلم السابقة تسيطر على ضبط إمكانات التعلم الجديدة، بمعنى: أنَّ أي معرفة جديدة محددة – حقائق، مفاهيم، مهارات – لا يمكن تعلمها حتى يترسخ ويتكون أساس من المعرفة التي تتصل بها عند المتعلم.
ما وراء المعرفة: ظهرت على يد فلافل (Flavel,1976)، ويعرفها بأنها: معرفة الفرد المتعلقة بعملياته المعرفية ونواتجها، ومواضع قوته وضعفه المعرفي ووعيه بجميع العوامل المتعلقة بهذه العمليات، فهي تشير إلى الاهتمام الشخصي للفرد، وتبنيه لعملياته واستراتيجياته المعرفية. (الحسينان، 2010م، ص47).
لذا فإن مهارات ما وراء المعرفة تعتبر مهمة لأنها تزود المتعلم بأسباب إخفاقه في فهم بعض الموضوعات، كما تساهم في الاستذكار الفعال وزيادة القدرة على التحصيل، إضافة لكونها تساعده في القدرة على الاحتفاظ والاستدعاء، وتفيد أيضا في اختيار الخطط والاستراتيجيات المناسبة للوصول إلى الهدف وتحديد وتخطي الصعوبات التي تعوق التقدم.
لذا فإن مهارات ما وراء المعرفة تعتبر مهمة لأنها تزود المتعلم بأسباب إخفاقه في فهم بعض الموضوعات، كما تساهم في الاستذكار الفعال وزيادة القدرة على التحصيل، إضافة لكونها تساعده في القدرة على الاحتفاظ والاستدعاء، وتفيد أيضا في اختيار الخطط والاستراتيجيات المناسبة للوصول إلى الهدف وتحديد وتخطي الصعوبات التي تعوق التقدم.
الدافعية: تبرز أهميتها الكبيرة في كونها أحد عناصر التعلم المنظم ذاتيا ، فالتعلم هنا يوجه بهدف ودافعية الفرد لتحقيق هذا الهدف فهي التي تحدد سلوكه، حيث تسهم في تركيز الانتباه واختيار المهام والأنشطة والاستراتيجيات. وتعتبر درجة أهمية الهدف ودرجة توقع الفرد لمدى قدرته على تحقيق هذا الهدف البعدين الأساسيين للدافعية، حيث تعتبر قيمة المهمة محددا جوهريا في اختيارات المتعلم المقبلة للمهام، وتحدد كذلك مستوى الاندماج في هذه المهام، وتتضمن درجة توقع الفرد لمدى قدرته على تحقيق الهدف ومعتقدات الطلاب عن الكفاءة في تحقيق الأهداف.
نماذج التعلم المنظم ذاتيا :
بعد استعراض الأدبيات التربوية، يظهر أنه يوجد للتعلم المنظم ذاتيا عدة نماذج تقدم عدة تراكيب ومراحل مختلفة لهذا النمط من التعلم، ولكنها تشترك في أربعة افتراضات أساسية هي:
البناء النشط Active construction: حيث يأتي من وجهة نظر معرفية عامة مع اعتبار أن النشاط سمة أساسية من سمات المتعلم المنظم ذاتيا ، حيث يحدد أهدافه ويختار استراتيجيات تساعده على تحقيقها وإنجازها، بالاستعانة بالمعلومات المتاحة في البيئة الخارجية والداخلية.
إمكانية التحكم والضبط Potential for Control: وهو مرتبط بالافتراض الأول، ويفترض أن المتعلم يمكنه أن يراقب ويضبط وينظم مظاهر معينة لمعرفته ودافعيته وسلوكه وبعض معالم بيئته.
توجيه الهدف Goal Orientation: حيث يفترض وجود هدف أو معيار تجرى بناء عليه عملية تقييم التعلم، والتحقق من مدى بلوغ الهدف من خلال تنظيم الإدراك والمعرفة والدافعية.
الأنشطة المنظمة ذاتيا Self-Regulatory Activities: ويفترض أن هذه الأنشطة بما تتضمنه من التنظيم الذاتي لدافعية وسلوك المتعلم تتوسط العلاقة بين الخصائص الشخصية ومعطيات البيئة من ناحية وبين الأداء النهائي من ناحية أخرى. Unal, & Yamac, 2013) & Uzun, Pintrich, 2004).
ومن أشهر هذه النماذج وفق حداثتها وتكرار استخدامها في الدراسات والبحوث:
أولًا: النموذج المعرفي الاجتماعي
ويسمى ايضًا نموذج المراحل الدورية للتعلم الأكاديمي وضعه زيمرمان (Zimmerman, 1998)، ثم طور عام 2008م، وينظر Zimmerman لعملية التعلم المنظم ذاتيا بأنها عملية قابلة للتعديل، ومتعددة الأبعاد، وهذه الأبعاد هي:
- التنظيم الذاتي السلوكي: ويشير إلى المراقبة الذاتية وتعديل عمليات الأداء.
- التنظيم الذاتي البيئي: ويشمل المراقبة والتحكم في الظروف البيئية.
- التنظيم الذاتي الشخصي: ويتضمن المراقبة وتعديل النواحي المعرفية والوجدانية.
وهذه الأبعاد أو المكونات تتطلب نشاطًا دوريًا من قبل المتعلم ليصبح منظمًا ذاتيًا، ويحدث خلال ثلاث مراحل أساسية هي: (Zimmerman, 2008)
- مرحلة التدبر والتفكر.
- مرحلة الأداء والضبط الإداري.
- مرحلة التأمل الذاتي.
ثانيًا: نموذج الإطار العام للتعلم المنظم ذاتيا
وضعه بنتريتش (Pintrich, 2000)، وتظهر به أنشطة التنظيم الذاتي للتعلم في أربعة مجالات رئيسة هي: المجال المعرفي، والوجداني والسلوكي والبيئي السياقي، وذلك خلال أربع مراحل هي: (Bergamin et al., 2012)
- التدبر: ويتم خلالها التخطيط ووضع الأهداف وتنشيط الإدراك والمعرفة بالمهمة والسياق وربط الذات بالمهمة.
- مراقبة الذات: ويتم التركيز خلال هذه المرحلة علي عمليات المراقبة متمثلة في الوعي لما وراء المعرفة بالجوانب المختلفة للذات وللمهمة وللسياق.
- السيطرة والضبط: وفيها توجه الجهود للتحكم والتنظيم للجوانب المختلفة للذات أو المهمة أو السياق.
- تأمل الذات: وتتضمن هذه المرحلة أنواعًا مختلفة من التأملات وردود الأفعال بما يتعلق بالذات والمهمة والسياق.
وهذه المراحل الأربع تمثل تتابعا زمنيا يتبعه المتعلم أثناء عملية التعلم حيث ينطلق المتعلم في أداء المهمة مع حدوث بعض التغيرات والتعديلات في الأهداف والخطط بناء على التغذية الراجعة من عمليات المراقبة والضبط ورود الأفعال.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق