أخر الموضوعات

ما هي بيئات التعلم الشخصية ، أدواتها ، وأنظمة إدارتها

بيئات التعلم الشخصية

ما هي بيئات التعلم الشخصية ، أدواتها ، وأنظمة إدارتها

بيئات التعلم الشخصية
تعمل التربية الحديثة على إتاحة المزيد من فرص التعلم وإعطاء متسع من الحرية للمتعلم ليبني معرفته ويديرها بنفسه، وفقًا لقدراته واستعداداته وميوله وسرعته، مع توفير المزيد من الوقت والمرونة في الانتقال من موضوع لآخر، من هنا ظهرت الدعوة إلى التحول نحو التعليم والتعلم الرقمي ودمج التقنية في التعليم، وظهرت تبعًا لذلك العديد من أدوات وبيئات التعلم الإلكتروني وأنظمة التعلم الإلكتروني التي تدعم العملية التعليمية التعلمية.
كما ازدادت الحاجة في العصر الحالي إلى تحقيق مبدأ التعلم مدى الحياة، وذلك بسبب النمو المطرد في المعرفة بشتى مجالاتها، والتي تلزم الأفراد بالتعلم المستمر مدى الحياة لمواكبة التغيرات المعرفية في مجال تخصصهم والبقاء على اطلاع على كل جديد.
كل ذلك أدى إلى سعي التربويين نحو تقديم أفضل الطرق والوسائل التي تسهم في توفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام المتعلمين ومن ذلك ظهرت بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية، التي تتيح بناء عوالم تعليمية خاصة بالمتعلم في سبيل تحسين مهاراته ومعلوماته (الخليفة، 2008).
يتناول هذا التقرير بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية حيث سيتم استعراض نبذة عن هذه البيئات وأنظمة إدارتها وأمثلة عليها:

تاريخ بيئات التعلم الشخصية

يعود تاريخ ظهور مصطلح بيئات التعلم الشخصية (Personal Learning Environments (PLEs لعام 2001م عندما قدم أولفر وليبر (Olivier and Liber) ورقة علمية بعنوان (الحاجة إلى بيئات التعلم الشخصية ودعم معايير التشغيل التوافقية) وذلك في مؤتمر التعلم مدى الحياة موضحين أن الرغبة في التعلم مدى الحياة كانت السبب وراء إيجاد مفهوم بيئة التعلم الشخصية، بعد ذلك وتحديدًا في عام 2004م ذاع صيت مفهوم بيئات التعلم الشخصية بشكل كبير بين عدد من المهتمين في تقنيات التعليم والأفراد بشكل عام، وظهرت محاولات عدد من الباحثين في مجال تقنيات التعليم لتقنين هذا المفهوم والخروج بتعريف وتصور واضح له (الخليفة، 2008؛ القاضي وكفافي، 2016).

مفهوم بيئات التعلم الشخصية

تناول العديد من الباحثين في العالم بيئات التعلم الشخصية بالتعريف، ويمكن استعراض بعض منها فيما يلي:
عرف حمدي (2011) بيئة التعلم الشخصية بأنها “عبارة عن مجموعة من خدمات الإنترنت بمختلف سياقاتها لخدمة جانب تعليمي أو أكثر، وعلى المتعلم أن يخطط ويبني ويخصص المحتوى الموجود حسب احتياجاته المعرفية والتي تختلف من متعلم لآخر” (ص. 323).
وبتفصيلٍ أكثر عرفها العزب وآخران (2013) بأنها منصة تعلم شخصية تقدم عبر الويب، يتم الوصول إليها باستخدام أجهزة المحمول أو سطح المكتب، تتمركز حول المتعلم، بحيث يحدد فيها المتعلم جميع الأدوات والتطبيقات التفاعلية والمواد والموارد البشرية ويتفاعل معها، وتسمح له بالتحكم بها وإدارتها والتكيف معها وفقًا لاحتياجاته وتفضيلاته التعليمية وأسلوب تعلمه ومهمات وأنشطة وأهداف تعلمه الخاصة بسياق التعلم في الوقت والمكان الذي يناسبه، ومشاركة مصادر التعلم والمحتوى مع أقرانه والتواصل معهم بالتعليق أو الحوار، وتنظيمها ذاتيًا وتكوين المعارف وجمعها ونشرها طبقا لاستراتيجيات تعليمية يتبعها المتعلم أو المتعلمون الآخرون في تعلمهم” (ص. 340).
أما القاضي وكفافي (2016) فيصف بيئة التعلم الشخصية من خلال تعريفه لها بأنها “كيان انتقائي يضم مجموعة من الأدوات والخدمات والبرمجيات الاجتماعية يمكن للمتعلم تخصيصها حسب احتياجاته ورغباته وإمكانياته وإدارة عملية تعلمه في ظل إرشاد المعلم ودعمه” (ص.134).
ويعرفها رمود (2017) بأنها عبارة عن: “نظم تساعد الطلاب في إدارة عملية تعلمهم وبناء معارفهم، وتساعدهم على إنتاج واستهلاك الموارد التعليمية حسب الحاجة، بحيث يحصل كل متعلم على المحتوى التعليمي المخصص له بشكل فردي عبر المدونات التعليمية، أو يتشارك مع مستخدمين آخرين في بناء المحتوى ويتبادله معهم بدلًا من الاحتفاظ به، وذلك عبر محرر الويكي في سياق بيئة تعليمية اجتماعية” (ص. 25).
ومن التعريفات السابقة يتضح أن بيئة التعلم الشخصية هي عبارة عن بيئة إلكترونية خاصة بالمتعلم، تمكّنه من تجميع وتنظيم مجموعة متنوعة من الخدمات والتطبيقات داخل هذه البيئة والتي تساعده على إدارة عملية تعلمه الخاصة، وجمع المحتوى والأدوات التي يحتاجها لتحقيق أهداف عملية التعلم وفقًا لأسلوبه الخاص، كما تتيح له التواصل مع معلميه وأقرانه.

خصائص بيئات التعلم الشخصية

تتسم بيئات التعلم الشخصية بعدد من الخصائص، ويمكن إيجازها فيما يلي (خليل وهداية، 2018؛ العزب وآخرون، 2013؛ الغامدي وعلي، 2018):
  1. الشخصية: تعتمد بيئة التعلم الشخصية على الاحتياجات الشخصية للمتعلم وأسلوب تعلمه وما يفضله لتحقيق الهدف التعليمي المحدد من قبل المعلم أو الأهداف التي يسعى المتعلمون إلى تحقيقها بأنفسهم والتي ترتبط بطبيعتهم وتفضيلاتهم.
  2. البنائية الاجتماعية: تعتمد بيئة التعلم الشخصية بشكل أساسي على مبدأ الاجتماعية وعلى تفاعلات المتعلم ومشاركته للمعرفة مع المتعلمين الآخرين أو المعلمين أو أقرانهم.
  3. مركزية المتعلم: يكون المتعلم في هذه البيئات هو محور التعلم وهو المسؤول عن تحقيق تعلمه والوصول إليه والوصول إلى مصادر التعلم والبحث عنها وفيها، وهي بذلك تختلف عن نظم إدارة التعلم التي اعتمدت على إبداع المعلم والمؤسسات التعليمية.
  4. التكيف: تتغير وتتكيف بيئات التعلم الشخصية وفقًا لحاجات المتعلمين وتفضيلاتهم التعليمية ومتطلباتهم الشخصية.
  5. التكامل بين التعلم الرسمي وغير الرسمي: تمكن هذه البيئات عملية الربط والتكامل بين التعلم الرسمي وغير الرسمي وفرص التعلم مدى الحياة خصوصا في السياقات الخاصة بالتعليم، ويتاح كلا النوعان في هذه البيئات وذلك من خلال أدوات الويب 0 المختلفة واستخدام استراتيجيات تعليمية لاستخدام كل أداة من الأدوات لدعم التعلم الرسمي ولتحقيق أهداف التعلم.
  6. التفاعلية والإبحار: تسمح بيئات التعلم الشخصية للمتعلمين بالتفاعل مع واجهات تصميم التفاعل الخاصة بالبيئة ذاتها ومكوناتها وخدماتها المختلفة.
  7. المشاركة: سواء كانت هذه المشاركة مشاركة المستخدم في إثراء محتوى الويب، أو مشاركة المستخدمين بعضهم البعض الهوايات والملفات والصور إلى غير ذلك مكونين بذلك شبكة اجتماعية من الأفراد.
  8. الوصول والإتاحة: يمكن الوصول إلى هذه البيئات بخدماتها المختلفة في كل وقت ومن أي مكان ومن أي جهاز متصل بالويب سواء من خلال الحاسب المحمول، أو أجهزة سطح المكتب (الحاسب الشخصي)، أو الهواتف المحمولة بمختلف أنظمة تشغيلها.
  9. التطور الذاتي: تعطي بيئات التعلم الشخصية للمتعلم القدرة على اتخاذ القرار حول ما سيتم مشاركته أو ما لا يتم مشاركته مع الآخرين، كما تساعد مستخدميها على تطوير البيئات نفسها وإثراءها من خلال الاتصال بمطوري المواقع ومقدمي الخدمات لتحسين وتطوير هذه البيئات بإضافة بعض المميزات لها أو حذف جوانب القصور منها.
  10. المجانية أو انخفاض التكاليف: يُمكن لأي متعلم إنشاء بيئة تعلمه الشخصية دون تحمل أي تكاليف، إلا في حالة أراد المتعلم الاستفادة من بعض الخدمات الإضافية فيكون ذلك بمقابل مادي بسيط.
  11. منصة للقراءة والكتابة معا: تُمكن هذه البيئات المستخدم من القراءة والكتابة بما يضمن التفاعلية بشكل مستمر.
  12. المرونة: يستطيع الطلاب ومستخدمي هذه البيئات بناء المحتوى والبحث عن مصادر التعلم وفق حاجاتهم ورغباتهم الشخصية أو أنشطة ومهمات وأهداف تعلمهم، كما تمكن مستخدميها من التحرير في أي وقت ومن أي مكان.
  13. مفتوحة المصدر: يُسمح لمستخدمي هذه البيئات التعديل في الأكواد البرمجية بالإضافة أو الحذف لبعض مكونات البيئة لتتلاءم مع متطلبات التصميم التعليمي المطلوب.
بيئات التعلم الشخصية

الفرق بين بيئات التعلم الشخصية وأنظمة إدارة التعلم الإلكتروني

تُعد بيئات التعلم الشخصية بمثابة تجميع لمجموعة متفرقة ومتنوعة من الخدمات بمختلف سياقاتها والعمل على الموافقة بينها لخدمة جانب تعليمي أو أكثر، بمعنى أن بيئات التعلم الشخصية ليست برنامجا يمكن تركيبه بل هي مفهوم لدمج مجموعة من الخدمات المتفرقة التي يمكن تنظيمها وترتيبها وإضافتها وتعديلها حسب رغبات المتعلم (الرشيدي، 2016).
أما أنظمة إدارة التعلم الإلكتروني (Learning Management systems (LMS أو كما تعرف ببيئات التعلم الافتراضية (VLE) فهي برامج تساعد في تخزين محتوى المقررات الدراسية إلكترونيًا وإدارتها وتعمل كمساند ومعزز للعملية التعليمية بحيث يضع المعلم المواد التعليمية من محاضرات وامتحانات ومصادر في موقع النظام، وتتضمن غرفًا للنقاش تتيح التواصل بين الطلاب والمعلمين عن طريق منتديات حوارية خاصة، وحافظة لأعمال الطلبة (ePortfolios)، وتتيح إدارة سجلات الطلاب ومتابعة أنشطتهم، ونشر الامتحانات وتقييمها، وغيرها من الخدمات الإلكترونية التي تدعم المادة الدراسية (الخليفة، 2008).
يتضح مما سبق ومن خلال ما أورده كل من الخليفة (2008)؛ الرشيدي (2016)؛ والملحم (2017) حول بيئات التعلم الشخصية ونظم إدارة التعلم؛ أن هناك عددا من الفروق الظاهرة بينهما، يمكن إيجاز هذه الفروق في الجدول التالي:
بيئات التعلم الشخصية
جدول (1) الفرق بين بيئات التعلم الشخصية ونظم إدارة التعلم

النظريات التي ترتكز عليها بيئات التعلم الشخصية

لكل نظام من نظم التعليم أسس نظرية تدعمه، وقد أشار كل من خليل وهداية (2018)؛ والغامدي وعلي (2018) إلى أبرز النظريات التي تستند عليها بيئات التعلم الشخصية والتي تتمثل في النظرية البنائية الاجتماعية، والنظرية الاتصالية.
استمدت بيئة التعلم الشخصية مبادئها من النظرية البنائية الاجتماعية التي تؤكد على أن المعرفة يتم بناؤها اجتماعيا ودمج المتعلمين في مجتمع المعرفة لبناء مجموعات جديدة مما يساعد على تعميق الفهم لديهم، كما تؤكد على انتقال السيطرة في العملية التعليمية من المعلم إلى المتعلم (عمر، 2017).
وترتكز أيضًا بيئة التعلم الشخصية على النظرية الاتصالية أو كما تعرف بنظرية التعلم في العصر الرقمي، والتي تؤكد على التعلم المتمركز حول المتعلم، كيف يبحث عن المعلومة ويحللها للحصول على المعرفة وأن المتعلم مشارك في بناء المعرفة وليس مستقبلا لها فقط (عمر، 2017). كما تؤكد النظرية الاتصالية على أن المعلم أصبح أحد عناصر الشبكة التعليمية، وأن دوره تغير من المتحكم المالك للمعرفة إلى الخبير والقائد الذي يرشد الطلاب إلى مصادر التعلم والفرص التعليمية المتاحة (رمود، 2017).
وتتشابه النظرية الاتصالية مع النظرية البنائية في تأكيدها على التعلم الاجتماعي، وإتاحة الفرص للمتعلمين للتواصل والتفاعل فيما بينهم أثناء التعلم، بالإضافة إلى ذلك تؤكد النظرية الاتصالية على التعلم الرقمي عبر الشبكات، واستخدام أدوات تكنولوجيا الحاسوب والإنترنت في التعليم (العباسي وآخرون، 2013).
العرض السابق يوضح استناد بيئة التعلم الإلكتروني الشخصية على النظريات الواردة، فهذه البيئة قائمة بالأساس على أن يقود المتعلم تعلمه بنفسه ولنفسه بدعم من معلمه، وهي بمثابة منصة تعليمية يمكن خلالها إضافة المحتوى والخدمات وتحديثها في أي وقت وتوظيفها في الوقت الذي يناسبه.

مبادئ بيئات التعلم الشخصية

تعتمد بيئة التعلم الشخصية على مجموعة من المبادئ، أوردها علي (2016) فيما يلي:
  1. التعلم هو عملية ربط بين مصادر المعرفة المختلفة.
  2. يمكن للمتعلم أن يحسن من أدائه بالتفاعل مع الشبكات.
  3. معرفة مكان المعلومات أفضل من معرفة المعلومات.
  4. التعلم هو عملية خلق المعرفة وليس استهلاكها.
  5. يحدث التعلم بأشكال متعددة مثل المحادثات، والبريد الإلكتروني، والبحث في محركات البحث، وقراءة المدونات الإلكترونية وما إلى ذلك.
  6. المعلومات تتغير وتتطور باستمرار.
  7. القدرة على البحث عن المعلومات وتجميعها وربطها وتصنيفها.
  8. تطبيق من تطبيقات الإنترنت، بجمع المعلومات من مصدر أو أكثر في أداة تكاملية فريدة.

أهداف بيئات التعلم الشخصية

تهدف بيئات التعلم الشخصية إلى مساعدة الطلاب على مراقبة وتنظيم عملية التعلم الخاصة بهم وتقديم الدعم لهم عن طريق تحديد أهداف التعلم الخاصة بهم وإدارة عملية التعلم وإدارة المحتوى والعملية على حد سواء والتواصل مع الآخرين في عملية التعلم، وبالتالي تحقيق أهداف التعلم، كما تساعد مثل هذه البيئات المتعلم على إنتاج واستهلاك الموارد التعليمية حسب حاجته، بهذه الطريقة سوف تضمن أن كل متعلم سيحصل على المحتوى المخصص له (الخليفة، 2008).

أهمية بيئات التعلم الشخصية

لبيئة التعلم الشخصية أهمية تربوية كبيرة، ويمكن توضيحها فيما يلي (علي، 2016):
  1. تشجع المتعلم على التواصل في العملية التعليمية.
  2. يكون المتعلم فيها مسؤولًا عن تنظيم المعلومات بدلا من أن يكون هذا التنظيم مفروضًا عليه.
  3. تساعد على تحويل دور المعلم إلى مرشد وميسر وناصح ومجمع لمصدر التعلم.
  4. تقدم مصادر متنوعة للتعلم بما يجعل بيئة التعلم ممتعة ومحفزة لدافعية الطلاب نحو التعلم.
  5. تعتمد على تفريد عملية التعلم بما يسهم في مساعدة المتعلم على بناء وتنظيم تعلمه والتحكم فيه.
  6. تساعد المتعلم على التحكم في بيئة تعلمه من أجل المشاركة الفعالة في أداء الأنشطة.
  7. تساعد على إعداد محتوى أصيل من خلال عناصر الوسائط المتعددة الأصيلة كالفيديو والنص والصور وغيرها بطريقة تدعم تواصلا وتعلما فعالا.
  8. تساعد على التكامل بين التعلم الرسمي داخل المؤسسة التعليمية والتعلم الغير رسمي خارجها.
  9. تقدم محتوى قائما على الوسائط المتعددة من مواقف حياتية واقعية بمختلف أنحاء العالم.
  10. تساعد على تيسير إعداد المتعلم للمحتوى في ضوء الأنشطة المقدمة وأدوات وخدمات شبكات الإنترنت المتاحة.

أبعاد بيئات التعلم الشخصية

أشار بالمر وزملاؤه (المشار إليه في القاضي وكفافي، 2016) إلى أن بيئات التعلم الشخصية تتضمن ستة أبعاد مستقلة ولا يلزم أن تكون كلها متواجدة في بيئات التعلم الشخصية ، هذه الأبعاد هي:
  1. بعد الشاشة (Screen Dimension): وذلك بتنظيم عدة مصغرات لمواقع الخدمات بحيث تظهر جميعها على الشاشة.
  2. بعد البيانات (Data Dimension): يقصد به طريقة التعامل مع البيانات مثل قص ولصق النصوص ونقل البيانات بالسحب والإفلات وطريقة تنسيقها.
  3. البعد الزمني (Temporal Dimension): ويقصد به طريقة تحديث البيانات وحاويات الخدمات Widget، ففي الآونة الحديثة ظهرت بروتوكولات تسمح بنشر التحديثات الجديدة بشكل متزامن.
  4. البعد الاجتماعي (Social Dimension): يقصد به طريقة عرض البيانات الشخصية للمتعلم مثل الملف الشخصي وقائمة الأصدقاء وكيفية مشاركتهم البيانات أو أحداث حاويات الخدمات.
  5. بعد الأنشطة (Activity Dimension): يقصد به دمج المتعلم في أنشطة التعلم من خلال التحكم بالتطبيقات المستخدمة في بيئة التعلم الشخصية.
  6. بعد التشغيل (Runtime Dimension): ويقصد به مشاركة المتعلم بيئته الشخصية مع بيئات المتعلمين الآخرين.
بيئات التعلم الشخصية
يتضح من خلال الأبعاد السابقة الصورة العامة التي يفترض أن تكون عليها بيئات التعلم الشخصية، وهذه الأبعاد أيضًا تمثل المكونات أو العناصر التي تتكون منها هذه البيئات، وتختلف الباحثة مع بالمر وزملاؤه؛ حيث ترى أن الأبعاد الستة جميعها ضرورية لبيئة التعلم الشخصية، وأنها تعمل بشكل متكامل يكمل بعضها بعضًا وليست مستقلة عن بعضها كما أشار بالمر وزملاؤه.

أدوات بيئات التعلم الشخصية

تناولت الأدبيات السابقة المتعلقة ببيئات التعلم الشخصية الأدوات اللازمة لبناء هذه البيئات، وقد تم تقسيمها إلى أربع مجالات، أوردها كل من حمدي (2011)؛ خليل وهداية (2018)؛ رمود (2017) فيما يلي:
  • أدوات تساعد في إنشاء المحتوى التعليمي: تشتمل على الأدوات التي تساعد في بناء محتوى بيئات التعلم الشخصية، ومنها: مواقع الفيديو مثل اليوتيوب، مواقع الصور مثل فليكرز، ومواقع الروابط الاجتماعية، ومواقع المدونات، والويكي وغيرها.
  • أدوات تبادل الخبرات: وهي خدمات تساعد في ربط الأشخاص بعضهم ببعض لتبادل الخبرات والمعلومات، مثل: موقع ماي سبيس (MySpace).
  • أدوات تساعد في التواصل: وتأتي مكملة لوظيفة البريد الإلكتروني وتسمح بإنشاء مجتمعات افتراضية للتواصل من خلال الشبكة، مثل خدمة تويتر (Twitter) فيس بوك (Facebook).
  • أدوات تساعد في تفعيل الأدوات السابقة: مثل استخدام خلاصات المواقع (RSS) واستخدام الوسوم (Tags) لتوصيف مصادر التعلم المختلفة.
والجدول (2) التالي يوضح أمثلة على أبرز التطبيقات المستخدمة في بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية:
جدول (2) أمثلة على التطبيقات المستخدمة في بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية (الغامدي، 2016)

نماذج تصميم بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية

تختلف نماذج تصميم بيئات التعلم الشخصية عن بعضها البعض نظرا لاختلاف خصائص المتعلمين، والهدف من النموذج هو تحديد الأدوات التي يحتاجها المتعلم في تصميم بيئة تعلمه الشخصية، وقد تعددت النماذج الخاصة بتصميم بيئات التعلم الإلكتروني الشخصية منها (عمر، 2017؛ الغامدي وعلي، 2018):
  1. نموذج Mohsen Saadatmand 2012
يتكون هذا النموذج من مجموعة من الأدوات اللازمة للعمليات التعليمية التي يقوم بها المتعلم، هذه الأدوات هي كالتالي:
– أدوات تكوين مجموعات التعلم، وتخزين وحفظ المعرفة والمتمثلة بــ iGoogle Mendeley، وغيرها من الأدوات.
– أدوات إنشاء المحتوى التعليمي مثل WordPress Blogger والتعليق والمشاركة بين المتعلمين من خلال SlideShare YouTube وعرض الصور عبر أدوات Vimeo Flickr.
– أدوات العمل التعاوني بين الأقران ومشاركتهم في المحتوى من خلال أدوات مثل Wikispaces ، Google Docs.
– أدوات التواصل الاجتماعي بين المتعلمين من خلال أدوات Twitter، Skype.
بيئات التعلم الشخصية
  1. نموذج Barbero & Gil Mediavilla 2012
يحدد هذا النموذج ملامح بيئة التعلم الشخصية باعتبارها منصة تعلم تمكن المتعلمين من اختيار أدوات الويب 2.0 وجعلها جزء رئيسا من تكوين هذه البيئة لتقديم المحتوى التعليمي وتبادل المعرفة مع الآخرين لتحقيق أهداف التعلم.
  1. نموذج دنيس جِلت Denis Gillet 2013
يركز دينيس جيليت نموذجه على تجميع قنوات الاتصال والموارد السحابية وتطبيقات الويب والمجتمعات التعليمية، ووسائل التواصل الاجتماعية، بطريقة مرنة في إطار من التفاعلية للوصول إلى التعلم وإدارة المعرفة من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
  1. نموذج Mario Manso Vizquez 2013
يجمع هذا النموذج بين مجموعة من التطبيقات والأدوات المختلفة والعديدة ويربطها بوظائف محددة من أجل إنشاء بيئة تعلم شخصية تسمح للمتعلمين ببناء ومشاركة المحتوى التعليمي. لا يختلف هذا النموذج كثيرا عما سبق من نماذج، إلا أنه يحتوي على أداة Google Drive والتي تستخدم في تخزين الملفات على شبكة الإنترنت وتحميلها فيما بعد.
يتضح من خلال استعراض النماذج السابقة أنها جميعها تتكون من أربعة عناصر رئيسة هي المحتوى التعليمي ومجموعات التعلم والمشاركة والتواصل الاجتماعي وأن الاختلاف فيما بينها هو في الأدوات المستخدمة لبناء المحتوى التعليمي أو التواصل أو تنفيذ عملية التعلم.

تطبيقات بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية

بيئات التعلم الإلكتروني الشخصية ليست برامجًا يمكن تركيبها، بل هي دمج مجموعة من الخدمات المتفرقة التي يمكن تنظيمها وترتيبها وإضافتها وتعديلها حسب رغبات المتعلم، فهي بمثابة سجلات إلكترونية شخصية بحيث يتاح لهم إمكانية إضافة المصادر التعليمية بمختلف صيغها النصية، والصوتية، والفيديو… إلخ (أحمد، شيمي، وخميس، 2015).
ونظرا لأن بيئات التعلم الإلكتروني الشخصية هي بيئات شخصية تصمم وفق الاحتياجات التعليمية لكل متعلم، فإن هناك العديد من البيئات التي تختلف عن بعضها البعض، من أبرز بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية المقدمة من قبل مختلف الشركات بيئة سمبالو Symbaloo وبيئة iGoogle والتي طرحتهما شركة جوجل، ومشروع PLEF، ومشروع PLE – Box، وبيئة Netvibes، وبيئة AWESOME، وغيرها من البيئات المتاحة على شبكة الإنترنت.
تكمن الاختلافات بين هذه البيئات في واجهات التفاعل، وعمليات الإبحار، وطريقة تقديم الأنشطة وتنوعها، وفي الأدوات والتطبيقات المستخدمة مع كل بيئة من هذه البيئات، كذلك المتغيرات البنائية الخاصة بها سواء في التصميم أو البناء أو عدد ونوع التطبيقات المتاحة وكيفية ومقدار هذه الإتاحة بالنسبة للمستخدم أو المتعلم، ومن تم يختلف التصميم المقدم في كل نوع من أنواع هذه البيئات السابق الإشارة إليها.

أنماط بيئات التعلم الإلكتروني الشخصية

يوجد لبيئات التعلم الإلكتروني الشخصية ثلاثة أنماط رئيسة، يمكن توضيحها فيما يلي (رمود، 2017):
  1. بيئات التعلم الشخصية القائمة على المعلم: حيث يقوم المعلم بتصميم بيئة تعلم شخصية تفاعلية نشطة يتم من خلالها تبادل المعارف والخبرات التعليمية ويتيح الفرصة لمشاركة الطلاب في تحديد الأهداف التعليمية وطرق تحقيقها.
  2. بيئات التعلم الشخصية القائمة على التشارك بين المعلم والمتعلمين في التصميم (التشاركية): في هذه البيئات يعمل المعلم والمتعلمون بشكل تعاوني لتصميم المحتوى، وأساليب التقييم والبيئة المادية للتعلم، وهنا يصبح المتعلمون مسئولين عن اكتساب المعارف والمهارات واختيار الأدوات التي تساعدهم في الوصول إلى مصادر تعلم متنوعة لتجميع عناصر المحتوى التعليمي من خلال نظام واضح ومرن سهل الاستخدام، واستراتيجيات التعلم المناسبة لتحقيق أهداف تعلمهم، مع تدعيم المناقشات الجماعية لتبادل الآراء.
  3. بيئات التعلم الشخصية الموجهة بواسطة المتعلم (الفردية): يكون المتعلم في هذا النمط مسؤولا عن تصميم البيئة وخبرات التعلم والمهمات التعليمية ويصبح دور المعلم في هذه المرحلة شريكا موجها لعملية التعلم.

إدارة بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية

بما أن دور المعلم في بيئات التعلم الشخصية قد تحول من المتحكم المالك للمعرفة إلى الخبير الميسر والقائد الموجه الذي يرشد الطلاب إلى مصادر التعلم والفرص التعليمية في عملية تعلمهم، والدور الأكبر يكون على المتعلم فهو الذي يختار من الأدوات ما يناسبه لتحقيق أهداف تعلمه، وهو الذي يقوم بجمع المحتوى والتواصل مع معلميه وأقرانه عن طريق مكونات بيئة تعلمه الشخصية.
ومن خلال الاطلاع على عدد من الأدبيات والدراسات التي تناولت بيئات التعلم الشخصية (رمود، 2017؛ عمر، 2017) يمكن توضيح نظام إدارة بيئات التعلم الشخصية من خلال المراحل التالية:
أولًا: التخطيط
 يتم في هذه المرحلة ما يلي:
  • تحليل خصائص المتعلمين ومهاراتهم المعلوماتية والمعرفية، والوجدانية.
  • تحديد معرفتهم السابقة.
  • تحديد الاحتياجات التعليمية لبيئة التعلم الإلكتروني الشخصية من خلال تقييم احتياجات الفئة المستهدفة.
  • تحليل المصادر الرقمية وكائنات التعلم المتاحة، والمعوقات والمحددات.
  • تحديد الأهداف العامة والخاصة للبيئة في ضوء الاحتياجات التعليمية وخصائص المتعلمين.
ثانيًا: التنظيم
 تشمل هذه المرحلة ما يلي:
  • تنظيم محتوى التعلم في ضوء الأهداف المحددة.
  • تنظيم الأدوات والتطبيقات والوسائط المتعددة الداعمة للعملية التعليمية.
  • ربط الخدمات والتطبيقات المختلفة بمعايير المحتوى.
  • تحديد استراتيجيات تعليمية جديدة تتناسب مع بيئات التعلم الإلكتروني الشخصية.
  • توفير أكبر قدر من أنشطة التعلم لإتاحة قدر أكبر من الحرية للمتعلم لاختيار ما يناسبه.
  • توفير الأدوات والخدمات المناسبة لدعم وتحليل البيانات التي تساعد في تنمية المهارات والممارسات التعليمية داخل بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية.
  • توظيف الأدوات وخدمات الشبكات الاجتماعية المختلفة وخدمات وأدوات التواصل لدعم استراتيجيات التعلم المتمركزة حول المتعلمين.
ثالثًا: التوجيه
يتم توجيه المتعلمين لكيفية الانضمام لبيئة التعلم الشخصية الخاصة بهم، وشرح واجهتها وكيفية إضافة التطبيقات والخدمات اللازمة لعملية تعلمهم، كما يتم توجيههم للمصادر التي يمكن جمع المحتوى التعليمي منها، وآلية التسجيل في المواقع الخاصة بالتواصل والشبكات الاجتماعية، كما يعطي المعلم التوجيهات والإرشادات والقواعد المتعلقة بالتعامل الآمن مع الأدوات المستخدمة في العملية التعليمية وضرورة عدم الخروج عن الهدف الذي وضعت من أجله، كما يتم الوقوف على احتياجات كل متعلم على حدة من التوجيه، ودعمه والعمل على تصحيح المسار وحل المشكلات.
رابعًا: الرقابة
يتم متابعة سير المتعلمين وفق الخطط المرسومة، والتحقق من عدم وجود خلل سواء في بيئات التعلم الخاصة بالطلبة أو بالمعلم، أو في التطبيقات أو الخدمات المستخدمة في بيئة التعلم الإلكترونية، كذلك التأكد من حسن استخدام المتعلمين للخدمات والأدوات التي تتضمنها بيئة التعلم الخاصة بهم.

معوقات بيئات التعلم الإلكترونية الشخصية

تتمثل أبرز معوقات استخدام بيئة التعلم الشخصية في النقاط التالية (القاضي وكفافي، 2016):
  1. ثقافة المجتمع، وذلك في حالة عدم تقبلهم لتلك الطريقة في التعلم مقارنة بطريقة التعلم التقليدية.
  2. تفاوت قدرات الطلاب في التعامل مع بيئة التعلم الإلكترونية، وذلك يتطلب التركيز على أهمية التأهيل والتدريب للتعامل مع تلك البيئات الإلكترونية الشخصية.
  3. صعوبة تحديد الأولوية في بناء وتصميم المحتوى التعليمي للمقررات.
  4. قلة التشجيع الرسمي لانتشار التعلم الإلكتروني الشخصي.
  5. ضعف الرقابة المباشرة وضعف مستوى أمانة مصادر المعلومات المقدمة.
  6. الحرية المفرطة للتعلم في البيئة الإلكترونية قد لا تخدم الخطط العامة والرسمية في المجتمعات.


ليست هناك تعليقات